فضاء حر

من يذهب الرياض يخسر كل شيء في صنعاء

يمنات

محمد محمد المقالح

في حرب صيف 1994م كان الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني السيد علي سالم البيض يمتلك الشارع اليمني في الجنوب و الشمال مقابل تراجع حاد في شعبية صالح في الشمال قبل الجنوب.

كان ذلك حتى التوقيع على وثيقة العهد في عَمان و رفضه العودة الى صنعاء و الذهاب بدلا من ذلك الى الرياض.

لم يغفر له الشارع اليمني عموما و في الشمال خصوصا تلك الهفوة و لم يدرك هو ان كل ما كان يقوله عنه كذبا نظام صالح قبل الرياض سيكون له مصداقة بعد الرياض و لو بأثر رجعي، بما في ذلك تهمة الانفصال و التأمر على وحدة اليمن!

* في 2011م ذهب المشترك و المؤتمر الى الرياض للتوقيع على المبادرة الخليجية فخرج الشعب بمظاهرات واسعة ترفض المبادرة، و من تلك اللحظة خسر المشترك بعد ان خسر المؤتمر بالثورة و عرف الشعب ان الثورة قد سرقت!

* و في 2014م كانت احزاب المشترك و غيرها تجد حضورها في الحوار مع انصار الله في صنعاء، و كان لها حضورها في الشارع ايضا حتى ذهابها الى الرياض و تأييدها للعدوان على بلدها حينها خسرت كل شيء و ربما الى ما لا نهاية في صنعاء.

و في السياق ذاته لو قبل انصار الله الذهاب الرياض و شاركوا في مؤتمر الرياض الذي كان مقررا له قبل الحرب كما كانت ترغب السعودية ربما لما قامت الحرب اصلا، لكن انصار الله كانوا سيخسرون كل شيء في شعبيتهم الكاسحة و يتحولون الى فصيل سياسي يساوم على بلده من اجل مصالح شخصية او حزبية او طائفية كما يعمل الاخرون.

السؤال هو: لماذا من يذهب الى الرياض يخسر كل شيء في صنعاء..؟

الجواب ببساطة لأن الناس في صنعاء يعون بوعيهم الجمعي ان السعودية لا تعترف باستقلال بلدهم و ان من يذهب اليها في المنعطفات الحادة المتعلقة بمصير هذا البلد لابد وانه سيساوم على اليمن و سيادتها و استقلالها من اجل مصالحه هو أو مصالح جماعته.

زر الذهاب إلى الأعلى